السبت، 3 مايو 2014

دعوة خادم الحرمين لتأسيس مركز للحوار "خارطة" جديدة للانسجام بين المذاهب الإسلامية تأتي في ظل ما يشهده العالم الإسلامي من تفكك طائفي وتباين في الآراء والاجتهادات



أما الناشط والباحث في القضايا السياسية والاجتماعية أ. حافظ الجندوبي، فإنّه يؤكدّ على أن هذه الدعوة تأتي ملبية لاحتياجات وواقع بات يفرض نفسه في المنطقة خاصة مع تصاعد النزعات المذهبية وهي ليست بالجديدة لكن الجديد في الأمر هو تصاعد العنف والاضطرابات الاجتماعية والسياسية المرتبطة بهذه التعددية المذهبية التي عوض أن تكون مصدر ثراء ثقافيا وتسامحا دينيا وحوارا باتت تهدد في بعض الأحيان بمعارك مذهبية، كل دعوة وكل تشجيع على الحوار لإيجاد سبل تواصل وتفاعل ايجابي، منوهًا على أن مثل هذا المساعي مقبولة ومرغوبة فمثل هذه الدعوات قد تفتح أبواب التعارف لفهم أعمق للمشكلات والإشكاليات وسبل لتجاوزها، مضيفًا بأنّه يبقى أيضًا مزيد من الإصلاحات السياسية وتوسيع قاعدة المشاركة في الحكم.
وعن القضايا المشتركة التي من الممكن التوافق عليها بين المذاهب الإسلامية يردّ الجندوبي قائلًا: "بالطبع الحوار لا يستهدف تغيير الثوابت عند كل طرف فهذا صعب لكن الحوار يستهدف كيف نتعايش ونتحاور ونبني أوطانًا تتسع للجميع لتنشر وعيا سياسيا ديمقراطيا بدل تهديد المنطقة بصراعات هي في غنى عنها، إذ انّه من الممكن أن يكون النقاش أجدى وأنفع، ليفتح المجال لمشاركة أوسع من الجميع إذا ما كان حول ما هو يستطيع كل طرف أن يساهم به في بناء تنمية حقيقية للوطن والمواطن"، مشددًا على أن القرآن يذهب إلى حد اعتبار الفتن أشدّ من القتل والتي تهدد أمن المسلمين ووحدتهم وتجعلهم في تناحر وضعف، فالقرآن يدعو المسلمين على اختلاف مذاهبهم بأن يجعلوا العيش المشترك قاعدتهم والرقي بأوطانهم الهدف ونعذر بعضنا في اختلاف الوسائل وفي الاجتهادات. 
http://www.al-madina.com/node/405457