الشباب في سنته الدولية
الإصلاح الشامل هو المطلوب و الإصلاح السياسي هو المفتاح
حافظ الجندوبي
الشباب هذه الأيام محل اهتمام السياسات الوطنية وهذا أمر يدلّ على أن هناك مشكل حقيقي فطبيعة أنظمتنا العربية تعوّدنا أن الاهتمام بموضوع لا يكون إلا بعد استشعار المخاطر و أحيانا بعد أن تتعقّد الأمور عليها بشكل كان ممكن تفاديه بسياسات استباقية و استشرافية و بسياسات أكثر عمقا و جدوى بعيدة عن الظرفية و السطحية و المعالجات الأمنية، ومن المهم أيضا التركيز على فئات اجتماعية و سكانية بمقاربات التمييز الايجابي ن ومن المهم أيضا التركيز على سياسات قطاعية محدّدة،لكن من المهم النظر جيدا في مقاربة شمولية و شاملة للإصلاح، و في اتجاه عمودي و أفقي يستهدف الإنسان و المواطن التونسي بصفة عامة في تقاطع مع السياسات و البرامج المخططة من قبل الدولة ،و لا يوجد انفصال وتناقض بين الاهتمام بالشباب و في نفس الوقت بالمجتمع و بكامل مؤسساته و فئاته، اهتمام بالمواطن التونسي و الإنسان التونسي بصفة عامة، فالاهتمام بالشباب هو اهتمام بتوفير البيئة التي تحيط به و ينشأ فيها و يستلهم منها قدواته و سلوكاته ، هو اهتمام بمعالجة و متابعة لكل السياسات فقبل أن يكون الشاب صالحا لا بد من طفولة صالحة، إذا لا بد من اهتمام بكل السياسات من تعليم و صحة و رياضة و تشغيل و تشريك وتحفيز للمشاركة و الاهتمام بالشأن العام، الاهتمام بالشباب هو أولا اهتمام بالطفولة بتوفير سياسات تعليم صالحة للمستقبل تمكنه من قدرات ومهارات ومعرفة علمية محيّنة تجعله يعيش زمانه، هو أيضا اهتمام بالأسرة و بمقدرتها الشرائية وتوفير الحماية و الدعم الاجتماعي للطفولة ( منحة الأطفال في تونس تقدر ب7 دنانير شهريا عن كل مولود؟؟؟؟) و لما لا منحة أمومة محترمة و سنأتي على موضوع الطفولة في مناسبة أخرى، لكن كل هذا مهم حتى يصل الطفل إلى مرحلة الشباب وهو في قدرة من العطاء و الحماسة ،لا منهكا صحيا وتعليميا و معرفيا و هزيلا ثقافيا و مصاب بكل أنواع سوء التغذية البدنية و الفكرية و الروحية و الأخلاقية............
المقاربة المطلوبة هي المقاربة الشاملة و التي تستهدف معالجة المشاكل و النواقص و التناقضات في البيئة التي يعيش فيها المواطن التونسي بصفة عامة بمن فيهم الشباب التونسي و الذي نعتقد انه لا يعيش على سطح المرّيخ بل هو يعيش في هذا الواقع التونسي وهذه البيئة التونسية و هذا المناخ السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي الذي يفتقد إلى الحيوية ويعاني من جمود سياسي يمنع المهتمين بالسياسة عن ممارستها فما بالك بالعازفين؟ ، أيضا لن ينشأ الشاب في توازن في ظل مجتمع غير متوازن و أسرة غير متوازنة ماديا ووظيفيا، في ظل مجتمع مدني ضعيف و مخترق و أصبح مدرسة للانتهازية و الوصولية و النفاق و في ظل سلطة ترفع شعارات لا تلتزم بها مما أعطى انطباعا عاما لدى الشباب بعدم الثقة في السلطة و في ما تطلقه من مبادرات و دعوات........يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق